سانغور يواصل غاراته على المرمى من سوريا إلى المغرب

يواصل اللاعب السنغالي أندري سانغور هوايته هز الشباك التي كانت تسكنه مند ان كان طفلا يجوب دروب داكار الهامشية، فقد كان اسمه مرادفا للأهداف خاصة وان مدربيه كانوا يراهنون على طوله الفارع ليكون رأس حربة.
حكاية هدا اللاعب مليئة بالأحداث الغريبة، فما إن اشتد عوده حتى طرق بابه وسيط تونسي عبر عن استعداده لشراء عقده وامتلاك حق ترويجه فيما يشبه حياة الرقيق بالمفهوم الكروي للكلمة، عرض الوسيط خدمات هدا اللاعب معززة بأقراص مدمجة تحول اللاعب إلى ما يشبه الكابتن ماجد، اختراق للخطوط الدفاعية وانتهاك لحرمة الشباك، وعلى الفور قبل مسؤولو نادي العين وضع اللاعب المعروض للبيع تحت مجهر الاختبار، وبعد فترة من التدريب تقرر شراء عقد اللاعب وحقوق ترويجه مع مقترح من المدرب بإعارته لأحد لأندية كي لا يظل أسير كرسي البدلاء.
فكر مسؤولو العين مليا وعرضوا على أندري الانتقال على سبيل الإعارة إلى مدينة حمص، والانضمام مؤقتا لصفوف الكرامة السوري الذي يعد من فرسان الدوري، ولان العين مرتبط بشراكة مع الفريق السوري فقد كان التوجه العام يشترط على مسؤولو الكرامة إدماج سانغور في جبهة الهجوم كي لا تتعرض للصدأ، ولان الفريق السوري في حاجة للاعب يحسن وضع الكرة في الشباك فقد وجد في القادم من العين قطعة غيار أساسية في تركيبة الفريق، خاصة وان الإماراتيين تعهدوا بأداء الراتب الشهري للوافد الجديد.
من أول مباراة كتب سانغور اسمه في لائحة الهدافين وعلى امتداد دورات لإياب تحول إلى هداف للفريق، لم يكن في حاجة لعلامات طرقية تدله على مرمى الخصوم، فقد تمكن من احتلال صدارة الهدافين في الدوري السوري ، وقبل أن يغادر الشام بعد أن تلقى إشارة من مسؤولي العين في اتجاه المغرب، اختار سانغور أن يودع الجماهير في مدينة حمص بهدف جميل يحرص العديد من مشجعي الكرامة على الاحتفاض به في ذاكرة هواتفهم النقالة نكاية بحارس نادي عفرين.
حاول مسؤولو الكرامة تمديد العقد الذي يربطهم بسانغور وتحويله من محدد إلى مؤبد لكن العيناويين رفضوا الإخلال بالتزاماتهم مع الرجاويين، وقبل أن يستبد الغضب بالكرامة تلقوا دعوة ضيافة وزار الفريق السوري مدينة العين حيث خاض مباراة ودية هدأت حدة القلق.
تأخر وصول سانغور إلى الدار البيضاء وازداد قلق الرجاويين، لكن على الخط كان الوكيل المتتبع للعملية كريم بلق يرد بنبرة هادئة "وقت ما جا الخير ينفع" وفعلا جاء الخير وانطلق سانغور من أول حصة تدريبية في ممارسة هواية هز الشباك الذي يقترن بهزات في المدرجات.
سانغور سجل في أول مباراة له مع الرجاء ضد النادي المكناسي هدفين في الدقيقة 51و85، وأهدر ثلاثة أهداف، لكن الجميع خرج بقناعة راسخة وهي أن الرجاء عثر على الطير النادر الذي يعرف الطريق نحو الشباك و الجميل في الصفقة أن « الحبة والبارود" من نادي العين وفق التزام الاماراتين خلال توقيع صفقة التحاق سفيان العلودي بالعين، يسدد نادي العين الراتب الشهري لأندريه وهو في حدود 5 آلاف دولارلاغير، أي بعملية حسابية بسيطة راتب عشرة لاعبين من الفريق الأخضر، وإذا أضفنا إلى المبلغ الراتب المقدم من الرجاء وقدره 5الاف درهم فأن سانغور يختزل رواتب فريق كامل، أمام كل هدا السخاء الذي أبداه الإماراتيون مع الرجاء سواء في صفقة سانغور وقبله عصمان جالو، فإن المستفيد الأكبر من العملية هو جمهور الرجاء الذي يسعد لأهداف لاعب ممول من الخليج.
عندما أعلن الحكم الضحيك عن نهاية الجولة الأولى من مباراة الرجاء ضد النادي المكناسي، أخطأ سانغور الطريق إلى المستودعات و حاول النزول من نفس المدرج المفضي لمستودع ملابس الضيوف قبل أن ينبهه احد اللاعبين للخطأ، لكن احد الظرفاء الرجاويين قال عقب المباراة لايهم أن يتيه سانغور عند انتهاء كل مباراة المهم هو ألا يتيه في المباراة وان يعرف الطريق المؤدية لمرمى الخصوم.
لكن أم المفارقات أن يغادر سانغور الدوري السوري وهو يحتل مركز صدارة الهدافين وحين يصل للرجاء يعوضه اللاعب الرجاوي الآخر غوميز خيسوس مهاجم الاتحاد في المركز ذاته في ما يشبه التناوب.