طاردته لعنة الإصابة الموسم الماضي، بعد أن سجل هاتريك ضد ناميبيا حينما كان مشاركاً مع منتخب بلاده في النهائيات الإفريقية التي شهدتها غانا في مطلع هذا العام. وبعد رحلة طويلة مع العلاج، عاد في هذا الموسم وفي داخله رغبة عارمة لتعويض جماهير العين كل ما فاتها في فترة غيابه. وكان عازماً على انطلاقة قوية، وبالفعل كان على الوعد والموعد حيث استطاع بما يملكه من خبرة ميدانية طويلة أن يسجل حضوراً لافتاً ويقدم أداءً متميزاً في كل اللقاءات التي شارك فيها، غير أن الإصابة لم تمهله طويلاً ولم تسمح له بالمشاركة إلا في بعض محطات الدوري والكأس حيث استهدفته مرة أخرى خلال إحدى الحصص التدريبية بينما كان يستعد مع الزعيم لمباراة دبا الفجيرة أولى محطات بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة..
كانت الإصابة هذه المرة قوية، وهي عبارة عن قطع في أثنين من أربطة أنكل القدم اليسرى مما تطلب تدخلاً جراحياً عاجلاً بفرنسا قد يغيبه لبضعة شهور..سفيان العلودي نجم نادي العين ونجم المنتخب المغربي، اللاعب المتألق والخلوق، كان على تواصل معنا ليطلع جماهيره الوفية على أخباره أولاً بأول.. كان معنا مباشرة على الهاتف خلال مباراة العين وعجمان والتي انتصر فيها العين بهدفين نظيفين..وقبل أن نحاوره طلب منا أن نطمئنه على الفريق وعلى النتيجة .
أتذكر جملة كان قد ذكرها الزملاء في وقت سابق:
سفيان وجه السعد دائماً ووجه خير على الفريق، فبمجرد فتح الخط معه حصل العين على ضربة جزاء، ظل يدعو معنا كي تتوج الركلة بهدف، وفعلاً سجل فالديفيا الهدف الأول. كان سفيان متشوقاً لمشاهدة المباراة، لكن بحكم تواجده في فرنسا وبعد خضوعه لعملية جراحية في الكاحل، لم يستطع مشاهدة المباراة، لكنه طلب مني إبلاغه بأدق تفاصيلها، لم أستغرب هذا الطلب لأن انتماءه لنادي العين قوياً ووثيقاً ، سأل عن كل زملائه، سأل عن من على أرض الملعب، سأل عن اللاعبين الغائبين، وعن المدرب شايفر والجهاز الفني والإداري، عن الجمهور العيناوي، ووجه رسالة للاعبين وللإعلام ولجمهوره. .. وقبل أن نحاوره بادرناه قائلين " سفيان..نحن سعداء بلقائك، ودعواتنا لك بالشفاء العاجل." ثم بدأ الحوار الذي تلخص في الكلمات التالية ..
- الحمد لله، تمت العملية الجراحية في أحسن الظروف، ماذا عن برنامج إعادة التأهيل، ومتى تتوقع عودتك للميادين؟
أولا قررت العودة من فرنسا للعين من أجل مقابلة مسؤولي النادي، وزملائي اللاعبين والجهاز الفني والإداري، ثم أعود في الساعات الأولى من صباح التالي متوجهاً إلى المغرب للقاء الأهل. وبعد 6 أسابيع، سأعود لباريس من أجل نزع الجبس والمسمار الذي وضعه الطبيب في قدمي وبعدها مباشرة سأبدأ الحصص التأهيلية. أتوقع أن ألتحق بالميادين مع نهاية شهر يناير 2009.
- تألقت مع بداية الموسم، وشاركت في عدة مباريات قوية، كان الانتصار حليف الزعيم العيناوي، لكنك أصبت قبل مباراة العين ودبا الفجيرة، نود منك أن تطمئن محبيك عن وضعك الصحي وعن مجريات العملية الجراحية..
الحمد لله، أنا بخير، مرت العملية الجراحية بنجاح، ودامت حوالي ساعة ونصف، في اليوم التالي للعملية أحسست بآلام فظيعة، لكن سرعان ما تلاشت بفعل العناية الطبية التي لاقيتها بالمستشفى والذي أقمت فيه لمدة أربعة أيام.
- ماذا عن الإصابة؟
الإصابة تحديدا كانت بتاريخ 28 أكتوبر 2008، خلال إحدى الحصص التدريبية التحضيرية لمباراة العين ودبا الفجيرة في إطار كأس صاحب السمو رئيس الدولة، عند تمريري للكرة لأحد زملائي سمعت صوتاً، أيقنت خلالها أني أصبت في الكاحل، توقعت في البداية أنني تعرضت لكسر، الأمر الذي كان سيكون أسوأ لا قدر الله ، لكن بعد الفحوصات تأكدت من أن إصابتي هي عبارة عن تمزق في أربطة الكاحل.
- إصابتك أحاطت بها العديد من الإشاعات، هناك من قال كسر، ومن قال إصابة خفيفة، وهناك من أكد أنك ستخضع لجراحة في ألمانيا، ثم فرنسا، ماهي الحقيقة؟
كما ذكرت في البداية أني توقعت أن أكون قد تعرضت لكسر، لكن بعد القيام بالأشعة والفحوصات اللازمة تم التأكد من أن الأمر ليس كسراً وظهر في الأشعة تمزق لرباط واحد في الكاحل، الأمر الذي يتطلب راحة لمدة 3 أسابيع. ولكن وبعد يومين ، تورم كاحلي وتغير لونه مما جعل الطاقم الطبي يوجهني لإجراء فحص بالأشعة المغناطيسية الدقيقة (IRM) فقط في الأربطة، فتبين وجود تمزق في رباط واحد، وتشنج في آخر، هذه المرة التشخيص أثبت ضرورة التوقف عن اللعب لمدة شهرين ونصف تقريبا. ومضى ليقول:صادف توقيت إصابتي زيارة طبيب فريق بايرن ميونيخ الألماني، الذي كان مشاركاً في مؤتمر بالإمارات، وفور علمه بالأمر، اطلع على الفحوصات وأكد ضرورة القيام بتدخل جراحي. إصابتي هذه هي نفس إصابة فرانك ريبيري، والذي أشرف الطبيب الألماني على جراحته، وقدم لنا مقترحاته بإجراء العملية بنفسه، أظن أن هذا كان السبب وراء توجه بعض وسائل الإعلام لتؤكد أنني سأجري العملية بألمانيا. بعد التأكد من ضرورة إجراء العملية الجراحية، جاء دور القيادة العليا للنادي بقراراتها السليمة والسريعة، حيث تولى سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني النائب الأول لرئيس النادي، النائب الأول لرئيس هيئة الشرف، الحسم في الأمر، وقرر توجيهي لأفضل الأطباء والمتخصصين في هذا المجال وهو الدكتور كاتوني بباريس.. وعلى وجه السرعة، انتقلت إلى العاصمة الفرنسية، وعرضت على الطبيب المذكور، يوم الثلاثاء الرابع من نوفمبر فأكد ضرورة إجراء العملية يوم الخميس السادس من نفس الشهر، أي بعد يومين فقط من وصولي.
ـ سفيان.. كلمة توجهها للفريق..
أتوجه بالشكر لكل زملائي، وللكابتن ماجد العويس مدير الفريق والكابتن سلطان راشد إداري الفريق،والجهاز الفني والإداري والطبي على مساندتهم ودعمهم لي، وهنا لابد لي من تحية إجلال للدكتور محمد بن عزيب طبيب الفريق، الذي عاش معي كل مراحل العلاج من الإصابة إلى العملية، وتابع أدق التفاصيل، وأشرف على برنامج العلاج. هل تلقيت أي مساندة من مسؤولي النادي، زملائك وأصدقائك؟ ـ منذ اليوم الثاني لإصابتي، سعدت بدعم زملائي في العين، الجهاز الإداري والفني، مسؤولي النادي والجماهير العيناوية، تجاوزت الشعور بالألم،وأحسست بالأمان والطمأنينة. ليس هذا فحسب، بل منذ التحاقي بنادي العين وأنا أحس بدفء مشاعرهم الصادقة تجاهي دون أن أنسى عائلتي التي ساندتني منذ اليوم الأول ورافقتني في مراحل العملية لحظة بلحظة. ولا أنسى زملائي بالمنتخب المغربي، الذين آزروني فور علمهم بالإصابة... وكي أكون صادقا أكثر، أقول لك: بعد خضوعي للعملية الجراحية تلقيت اتصالاً هاتفياً من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني النائب الأول لرئيس النادي، النائب الأول لرئيس هيئة الشرف، يطمئن فيه على حالتي الصحية. هذا الاتصال جعلني أتحدى الإصابة وأصر على تكثيف حصص العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل للعودة إلى الملاعب، ولأحقق الإنتصارات للزعيم..أيضا لا يفوتني أن انوه باتصال سعادة القطب العيناوي محمد بن ثعلوب الدرعي عضو هيئة الشرف الذي تابع أيضاً كل تفاصيل العملية، وكان داعماً ومسانداً لي منذ وصولي إلى فرنسا إلى حين عودتي وأيضا سعادة علي بن حرمل الظاهري رئيس اللجنة التنفيذية، الذي تابع حالتي خطوة بخطوة.
- أيام قليلة بعد إصابتك، واجه الزعيم العيناوي فريق دبا الفجيرة في إطار كأس رئيس الدولة وانتصر عليه ب8 أهداف نظيفة، ثم تعادل مع النصر خلال مباريات دوري اتصالات للمحترفين بهدفين لكل طرف، وفاز على عجمان بهدفين مقابل لا شيئ، ماذا تقول خلال مباراة العين أمام دبا الفجيرة،
كنت بمدينة العين، وفوز الفريق أثلج صدري، وسررت كثيراً بموقف إنساني من زميلي اللاعب المبدع سالم عبد الله، الذي حيا الجمهور عندما سجل هدفه واحتفل بنفس الطريقة التي أعبر بها عن فرحتي عند تسجيلي لأي هدف، هذه الحركة جعلتني أحس أني موجود في الملعب مع زملائي وأنهم يفكرون بي.. أما خلال مباراة النصر، فقد كنت حينها تحت مشرط الطبيب، إلا أنه وفور خروجي من غرفة العمليات، سألت عن النتيجة، في بداية الأمر حزنت على التعادل لكن عندما علمت بتفاصيل المباراة وأداء الفريق العيناوي الجيد، فرحت بالنقطة التي فاز بها الفريق وعاد بها من ملعب النصر. وفي ذات الوقت تأسفت على العقوبات القاسية التي فرضت على مدرب الفريق وينفرد شايفر واللاعب البرازيلي دياز.. أما فيما يخص مباراة عجمان، فبفضلكم، تمكنت من معرفة تفاصيلها مباشرة من استاد خليفة بن زايد، ولو أنها كانت عبر الهاتف، إلا أنني أحسست فعلاً بأني موجود في أرض الملعب. كان أملي أن يفوز العين برصيد أكبر، خاصة وأن النقص العددي لفريق عجمان في الشوط الثاني كان من المفترض استغلاله لصالحنا وتسجيل أهداف إضافية.
- غيابك بسبب الإصابة، وغياب دياز بسبب العقوبة هل برأيك سيكون له تأثير سلبي على الفريق؟
دياز موقوف، شايفر يقود المباريات من المدرجات، أنا مصاب ..غيابات كثيرة في صفوف الفريق، لكني متأكد من قدرات الزعيم، ولحسن الحظ، نادي العين يضم خيرة العناصر، لا فرق بين لاعب أساسي وبديل، كل لاعب له مستوى عالٍ وهذا ما سيجعل الفريق لا يتأثر بغياب أي لاعب طالما تتوفر العناصر الجاهزة بشكل مستمر.
ـ إصابة سفيان فتحت المجال للعديد من التأويلات والإشاعات..
فعلا، أحزنني سماع بعض الإشاعات التي ترددت، حيث قيل أن سفيان العلودي انتقل إلى مارسيليا لمجرد العلم بأني غادرت الإمارات في اتجاه فرنسا، أنا عيناوي وولائي للعين، والاهتمام الذي لاقيته سواء من القيادة العليا للنادي، أو الجماهير يجعلني أفخر بتواجدي في نادي العين. وكلمة لمحبي النجم العيناوي سفيان.. ـ كلمة لا تكفي في حقهم، وأعتبر نفسي محظوظاً باهتمام الجمهور العيناوي، لا أتمنى مغادرة الفريق، وأنا سعيد بالتواجد هنا، وسأسعى للبقاء وتقديم المستوى اللائق بنادٍ كبيرٍ وعريقٍ مثل نادي العين..أيضاً أتوجه بشكري لوسائل الإعلام التي تابعت حالتي الصحية، وأنوه بالمجهود الذي قام به المكتب الإعلامي وتابع حالتي باتصالاته المتكررة منذ الإصابة وحتى عودتي من فرنسا، كما أنوه بالعمل الإعلامي الراقي والمشترك، مما يؤكد انفتاح عملكم الإعلامي على باقي وسائل الإعلام الأجنبية من أجل تقديم الأفضل، وتقديم الصورة الصادقة والحقيقية للحدث.