كثيرة هي النجوم الواعدة التي تتألق في سماء البطولة وتخط لنفسها إسما في خانة اللاعبين الذين يخطفون الأضواء ويجدون لهم مكانا من بين المتألقين، ومحمد أولحاج واحد من اللآلئ التي دونت إسمها في بطولة هذا الموسم وجسدت مقولة أن النجوم تولد من البطولة·· وأولحاج كان بحق أحد من أحسن مدافعين فى بطولة هذا الموسم وكان عنصرا مميزا أبى إلا أن يتمرد على الخطوات الأولى وقلة التجربة التي غالبا ما تقف في وجه كل لاعب حديث العهد بدخول الكبار، بيد أن أولحاج أعطى الإنطباع أنه لاعب خامر تجارب سابقة وله صولات وجولات في الملاعب، وهذه الخصال إنما تأتت من جدية هذا الفتى الواعد والتواق للعطاء والذي ثابر وكابد ليصل إلى ما وصل إليه، والأكيد أن الإنضباط يعتبر كلمة سر أولحاج فيما خطه من من نسق تصاعدي يؤكد أن بلوغه هذا المستوى لم يأت من محض الصدفة·
هو لاعب متعدد المهام ذلك أن ملكاته ومواهبه تشفع له أن يشغل مهام مدافع أوسط ولاعب وسط باميتاز، والأكيد أن المواصفات التقنية والبدنية هي ما جعلته يتقن مثل هذه الأدوار، ذكاء في اللعب، وحضور بدني، وهدوء وحماس وإصرار· كلها مواصفات جعلت من أولحاج يختزل الطريق كثيرا نحو التألق، ويتوهج داخل القلعة الخضراء إذ واظب منذ انطلاق البطولة ولعب دورا هاما إلى جانب قيدوم الرجاء جريندو فى دفاع·
ولأن مستواه كان يشفع له أيضا استشراف صفة الدولية فقد نال شرف تمثيل الكرة المغربية وحمل القميص الوطني، ربما يبقى هذا الإستحقاق كاعتراف لاجتهاد لاعب واعد ومواظب في العطاء عندما لعب للمنتخب المحلي كأصغر لاعب كان ضمن المجموعة الوطنية وشارك في مباراة الجزائر ذهابا وإيابا، ويبقى التتويج الأكبر لمحمد أولحاج هو انضمامه للمنتخب الوطني للكبار ونال شرف دخول عرينه عندما استدعاه المدرب روجي لومير خلال المواجهات الأخيرة وحتى وهو لم يشارك فإن دخوله عرين الأسود يعد إنجازا للاعب يرسم خطواته الأولى وهو الذي يوقع على موسم باهر وناجح بكل المقاييس ·