بدأت أولى خيوط الحكاية قبيل مباراة الرجاء البيضاوي والمغرب التطواني، حين فاتح اللاعب محسن متولي مسؤولي الرجاء البيضاوي في موضوع في مقترح تقدم أحد وكلاء اللاعبين مباشرة لمحسن، قال متولي إنه يفوض أمر الحوار للمكتب المسير كي يركز على مباريات الدوري الوطني.
في الاتصال الموالي للوكيل المغربي باللاعب متولي طلب منه هذا الأخير ربط الاتصال برشيد البوصيري رئيس لجنة المتابعة التقنية المفوض من طرف رئيس الرجاء للتفاوض المبدئي مع الأندية الراغبة في استقطاب لاعبي الرجاء.
على بعد ساعات من مباراة ملعب سانية الرمل أمام المغرب التطواني، رن هاتف البوصيري وعلى الخط وكيل مهتم بانتقالات اللاعبين للخليج العربي، يرغب في انتداب متولي صوب الدوري السعودي، اقترح المسؤول الرجاوي 2 مليون أورو مقابل إعارة محسن لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتفاوض من جديد، اعتبر الوكيل أن البوصيري يحاول «الهزار» وتأكد من صحة الرقم المقترح، لكن تبين في ما بعد أن الأمر جد لا هزل فيه، وأن سعر اللاعب يفوق كل التوقعات، بل إن رشيد رفع العارضة عاليا حين قال لمفاوضه الذي لم يستفق من هول الصدمة، «يمكن بيع اللاعب نهائيا بسعر لا يقل عن 10 ملايين أورو أي ما يفوق 10 ملايين من السنتيمات.
قبل هذا التاريخ اقترح فريق الوحدة الإماراتي مبلغ 500 ألف أورو مقابل انتقال متولي للدوري الإماراتي على سبيل الإعارة، وهو ما دفع مسؤولي الرجاء إلى المطالبة بأضعاف هذا المبلغ المالي.
من جهته لم يبد اللاعب متولي رغبة جامحة في تغيير الأجواء والبحث عن بدائل، فقد قال لعضو من المكتب المسير «إذا كان لابد من الاحتراف فأنا أفضل البقاء في الرجاء إلى حين ظهور عرض أوربي»،
هذا التصريح كان كافيا للرد على تخوفات المدرب وبعض المسيرين الذين كانوا يخشون من مضاعفات الصفقة التي تعامل معها اللاعب بنوع من الاستخفاف.
لكن لماذا أغلق مسؤولو الرجاء الباب أمام العرضين السعودي والإماراتي؟ وهل يتعلق الأمر برقم تعجيزي يراد به وقف المفاوضات؟ أم أن الرجاء في حالة يسر من الناحية المالية تجعله في غنى عن كل المقترحات؟ ثم ما الدافع لقبول إعارة هداف الفريق حسن الطاير لنادي دبي الإماراتي بمبلغ لا يتجاوز 300 مليون سنتيم؟
كل هذه الأسئلة التي تتزاحم في الأذهان تجد ردودا لدى إدارة النادي التي تقول إن إعارة الطاير كانت برغبة شديدة من اللاعب بعد أن مارس عليه أحد الوكلاء ضغطا رهيبا جعله يطالب بتسريح فوري أو عطالة إلى نهاية الموسم بعد أن تبين أن الجسد في الدار البيضاء والفكر مسافر إلى الخليج، وقال أحد المسيرين إن الوضع المالي للرجاء مستقر وأنه لا داعي لبيع لاعب يراهن عليه المدرب روماو وجماهير الرجاء من أجل الظفر باللقب، فالرجاويون يعتبرون سنة 2009 سنة المصالحة مع الألقاب.
أما المدرب روماو فمن الصعب إقناعه بجدوى إعارة أو بيع لاعب يوجد ضمن اهتماماته، فقد ابتلع ريق الغضب حين حزم الطاير حقائبه صوب الإمارات، لكن شظاياه قد تتطاير إذا استفاق يوما على خبر إعارة متولي. من المفارقات العجيبة أن نادي الوحدة السعودي الذي رغب في ضم نجم الرجاء هو أول فريق سعودي يتعاقد مع نجمين رجاويين قبل 30 سنة، ويتعلق الأمر بالمرحومين عبد اللطيف بكار ومصطفى شكري بيتشو.
المساء