جمهور الرجاء•• بطل الموسم

هل يجوز اختيار جمهور فريق رياضي دون غيره من باقي الجماهير الرياضية، كي نمنحه صفة > بطل الموسم <؟!•• هذا السؤال، ضمنيا، يعني أن ثمة تخوفا من أن يتم تأويل هذا الاختيار بشكل لارياضي، ليس من هدف المبادرة• والواقع أن من الأدبيات التي تربي عليها العديد من المؤسسات الرياضية والإعلامية جماهير بلادها، في البلاد المؤمنة أن الرياضة أداة تربية مجتمعية هائلة وكبيرة ومؤثرة، هي الحرص على اختيار أحسن جمهور وأسوأ جمهور، من باب المنافسة في الفضائل ومحاربة من ينساق وراء السلبيات في السلوك والمنافسة• وهو أمر تتكفل به مؤسسات استطلاع محترفة، من خلال استمارات ودراسات لها قوتها العلمية•• لكننا هنا، مغربيا ، يحق لنا أن نعلن لمن أحسن تربويا ورياضيا وأخلاقيا أنه أحسن، من باب الإنصاف وإعطاء المثال الإيجابي، وتوسيع هوامش الأخلاق الرياضية الرفيعة والبناءة• ومن هذا المنطلق، والواحد منا يتتبع العلاقة الجميلة التي جمعت جمهور الرجاء هذا الموسم مع فريقه المحبوب، الذي كان مهددا بالنزول ودخول منطقة الحسابات المقلقة، بشكل لم يحدث لهذا الفريق العريق منذ تأسيسه من قبل المربي الكبير، الراحل بلحسن الأب جيكو، فإنه لا يتردد في أن ينوه بهذا السلوك الراقي الذي أبانت عنه جماهير الرجاء• إن العادة هي أن الجماهير تحضر بكثافة إلى مدرجات الملاعب، ويسافر بعضها رفقة الفريق إلى ملاعب خارجية، كلما كانت نتائج ذلك الفريق إيجابية وتتنافس على ألقاب ومراتب عالية• وأنه كلما تراجع أداء الفريق على مستوى النتائج، يكون عقاب جماهيره له، هي هجرة المدرجات وترك الريح تصفر فيها، من باب إعلان الغضب على كل عناصر الفريق من مؤطرين وإداريين ولاعبين•• هذه هي العادة الجاري بها العمل عموما•• لكن جمهور الرجاء خرق القاعدة هذا الموسم كي يعلمنا درسا عاليا في الوفاء لفريقه، ولما يمثله من تاريخ ومن قيم ومن مكانة رياضية، حيث شهد الجميع ( سواء في ملعب الأب جيكو، أو في مركب محمد الخامس أو في باقي الملاعب التي كان يسافر إليها الفريق من تطوان إلى أكادير، مرورا بالرباط ومراكش والجديدة وآسفي )، أنه كلما كانت أزمة النتائج تشتد على لاعبي الرجاء، وكلما كان الفريق ينزل درجات في سلم الترتيب العام، والخطر يتهدده بالنزول، كلما كان عدد الجماهير يتزايد، وكلما كان الإلتفاف حول الفريق يتعاظم، وتصاعدت التشجيعات في المدرجات لتقوية عزائم اللاعبين والأطر المسيرة• أي أن هذا الجمهور كان فعليا هو الرقم 12 في الميدان، وهو الأمر الذي يعتبر درسا ساميا في الروح الرياضية لهذا الجمهور الرجاوي، ولتشبثه بقيمة الوفاء لفريقه، خاصة في عز أزمته، وهذا أمر قليلا ما يتحقق في العديد من الدول، مما يعتبر عنوان اعتزاز وافتخار بهذا الجمهور المغربي، وبما أنتجه من سلوك وقيم ( رغم بعض التجاوزات التي حاول بها البعض الإصطياد في الماء العكر، وعلى حساب أزمة الفريق )• إن هذا السلوك الرياضي الرفيع، هو الذي يجعل المرء لا يتردد في اختيار جمهور الرجاء بطل الموسم، لأنه علمنا معنى الوفاء في أوج الأزمة، وأنه حرص على أن يشعل شمعة في طريق الفريق الصعبة، التي كانت حالكة، بدلا من أن يكتفي فقط بلعن الظلام•• شكرا جمهور الرجاء•• :raja: