شكل اللاعب هشام العمراني الإستثناء</SPAN> ضمن مجموعة المدرب فتحي جمال، إذ كان اللاعب </SPAN></SPAN>
الوحيد المنتمي للدرجة الثانية من بين اللاعبين الذين صعدوا بالمنتخب المغربي </SPAN>لنصف نهاية كأس العالم للشبان، وبالنظر للأداء المتميز الذي قدمه في هذه البطولة، فإنه حظي باهتمام أفضل الأندية الوطنية، فكان إلتحاقه</SPAN> بالرجاء البيضاوي كمحطة مهمة في مسيرته الرياضية، وبالرغم من مؤهلاته فإنه لم يجد فرصته الكاملة داخل الفريق الأخضر، وبتوصية من المدرب الزاكي</SPAN> جاء الإلتحاق</SPAN> بفارس النخيل، وهناك فجر مواهبه التي أراد لها البعض أن تقبر وهي لازالت في مهدها، ومن مدينة مراكش أرسل رسالة واضحة لمسؤولي</SPAN> الرجاء، وقدم لهم شهادات تؤكد بأنه من اللاعبين الكبار الذين سيتركون ولا شك بصمات واضحة في تاريخ الكرة المغربية، فهو من طينة المعادن النفيسة التي لا يمكن أن يلحقها الصدأ رغم تعاقب السنين·</SPAN> </SPAN>
العودة مع بداية الموسم لصفوف الخضراء خلف حزنا وأسى داخل قلعة النخيل، في حين أعاد التوازن لدفاع الرجاء، ما جعله يحظى بثقة الناخب الوطني هنري ميشيل الذي ضمه لتشكيلة الأسود التي ستدخل غمار الإعداد لنهائيات كأس إفريقيا، وللحديث عن هذا الموضوع ومواضيع أخرى كان لنا هذا اللقاء مع المدافع هشام العمراني الذي يتميز إلى جانب لعبه الرجولي بتواضعه وأخلاقه العالية وأيضا بصراحته التي ظهرت بشكل جلي في هذا الحوار·</SPAN> </SPAN>
</SPAN>
</SPAN>نود في البداية أن تحدثنا عن الوضعية الحالية لفريقك الرجاء</SPAN>؟</SPAN></SPAN> </SPAN>
[b]- >من دون شك فإن الوضعية في تحسن مستمر، فكما يعلم الجميع فإن التركيبة البشرية للفريق عرفت تغييرات كبيرة هذا الموسم، إذ اختار المكتب المسير رفقة الطاقم التقني ضخ دماء جديدة في شرايين الفريق، والإعتماد</SPAN> على عناصر حديثة العهد بالقسم الأول أغلبها قادم من فريق الشبان، إلى جانب بعض العناصر العائدة من فترة الإعارة، وبصفة عامة فإن الفريق قد تغير بشكل كبير عن الفريق الذي لعب بطولة الموسم الماضي، والآن هناك فريق شاب، كما أن الإنسجام</SPAN> بدأ يحصل بين جميع الخطوط، وإن كنا نعاني من بعض المشاكل على مستوى إتمام العمليات، فإن هناك مجهودات</SPAN> على هذا المستوى والنتائج الأخيرة تؤكد بأن الفريق يتطور من مقابلة لأخرى··في بداية البطولة لازمنا الإستعصاء</SPAN> وسوء الحظ، فقد كان الفريق يقوم بمجهودات</SPAN> كبيرة دون أن نتمكن من تحقيق نتائج إيجابية وضاعت علينا مجموعة من النقط الثمينة، وعانينا كذلك من إقفال مركب محمد الخامس ومن اللعب بدون جمهور، وكان علينا أن نضاعف جهودنا ونعمل بجدية أكبر، وبمرور الدورات تحسن الأداء وأصبحت النتائج أفضل ، كما عادت الثقة للاعبين وتحرروا من الضغط النفسي الذي لازمهم ومن تخوفات تكرار نفس سيناريو الموسم الماضي، وأظن بأن الرجاء يسير في الطريق الصحيح وسيجني ثمار ما بناه عما قريب··الإدارة التقنية تقوم بواجبها، فهناك مجهودات</SPAN> واضحة للإرتقاء</SPAN> بمستوى اللاعبين والفريق ككل، وتكوين فريق قوي يكون عند مستوى تطلعات الجماهير الرجاوية</SPAN>، والتطور الذي يعرفه الفريق حاليا يعود فيه الفضل للطاقم التقني، ومن جهة أخرى فإن الرئيس يتابع التداريب</SPAN> بشكل شبه يومي ويعمل إلى جانب باقي أعضاء مكتبه على توفير الظروف الملائمة للاعبين حتى يكون التركيز منصبا على المقابلات دون التفكير في باقي الأشياء الأخرى ذات التأثير السلبي على معنويات اللاعبين، هذا إلى جانب تخصيص حوافز مهمة لتحقيق الإنتصارات</SPAN>، وبكل صراحة هناك تواصل تام بين هذا الثلاثي والهدف واحد ألا وهو الإرتقاء</SPAN> بمستوى الفريق ليعود لمكانته الحقيقية كرائد للكرة المغربية··حين لعبت مع فريق الرشاد البرنوصي</SPAN> كنت ألعب في متوسط الدفاع، وفي المقابلات الدولية وظفني المدرب فتحي جمال في الجهة اليمنى من الدفاع، وكذلك بوسط ميدان دفاعي، وأبديت إستعدادا</SPAN> للتأقلم </SPAN>مع جميع </SPAN>الأدوار، وهذا شيء إيجابي، </SPAN>فاللاعب العصري هو الذي يحسن القيام بالأدوار الدفاعية والهجومية، كما أن المدرب </SPAN>يرتاح لتوفره على لاعبين بهذه المواصفات، وبالنسبة لي فإني لا أعاني من أي مشكل من هذه الناحية وأنا رهن إشارة المدرب ومستعد للعب وفق أي خطة··بشهادة كل المتتبعين فإن الموسم الذي قضيته مع الكوكب يعتبر من أفضل المواسم بالنسبة لي، لكن تواجدي هناك كان على سبيل الإعارة فقط لوجود عقد يربطني بالرجاء، وبالفعل فقد إتصل</SPAN> بي</SPAN> المدرب الزاكي</SPAN> وكذا الرئيس بنرامي</SPAN> بهدف الإستمرار</SPAN> إلى جانبهم، لكن مسؤولي</SPAN> الرجاء رفضوا العرض المقدم من الفريق المراكشي، وأنا الآن أنتمي لفريق الرجاء، وسعيد بالإنتماء</SPAN> لفريق كبير، وأتمنى أن يحالفني التوفيق رفقة باقي زملائي لقيادته نحو نتائج إيجابية وإعادته لسكته الصحيحة، باعتباره أحسن الأندية على </SPAN>المستويات العربية والقارية والمحلية، وبالمناسبة فإني أشكر كذلك مسؤولي</SPAN> وجمهور </SPAN>الكوكب المراكشي على كل ما قدموه للاعب العمراني خلال الفترة التي قضاها إلى جانبهم ، وكذا المدرب الزاكي</SPAN> الذي وضع ثقته في شخصي وقدر إمكانياتي··لعبنا ثلاث مقابلات حصلنا فيها على نقطتين من تعادلين وهزيمة بالجزائر كانت لها ظروفها الخاصة (أحوال الطقس وطبيعة العشب الإصطناعي</SPAN> وكذا سوء التحكيم)، وأظن بأن كل الحظوظ لازالت قائمة، إذ سنستضيف مقابلتين داخل ملعبنا وأمام جمهورنا، والفوز </SPAN>في اللقائين</SPAN> قد يرفعنا لصدارة ترتيب، المجموعة التي نتواجد بها</SPAN> جد صعبة، حيث تضم بطل الدورة السابقة ووصيفه، لذلك فإن مستوى الأندية جد متقارب، ما يعني بأن </SPAN>المنافسة ستكون على أشدها بين كل الأندية، وفريق الرجاء عازم بدوره على عدم تضييع الفرصة، والهدف هو المرور للمربع الذهبي، خاصة وأن المرور لدور المجموعات لم يكن سهلا ، بل جاء بعد الفوز على أندية قوية من قبيل المريخ السوداني، والآن فريق الرجاء بأفضل حال مما كان عليه في بداية الموسم، ما يعني بأنه سيقول كلمته في اللقاءات القادمة··شيء يصعب تحمله، فا</SPAN>لمقابلات بدون جمهور لا طعم لها، لأن الجمهور هو ملح أي مقابلة، خاصة إذا تعلق الأمر بجمهور الرجاء بقاعدته الواسعة وكذا بتشجيعاته</SPAN> التي تزرع الحماس في نفوس اللاعبين وتدفعهم لبدل الجهد لتحقيق الإنتصار</SPAN>، كما تمنحهم ثقة مضاعفة في إمكانياتهم، وبكل صراحة فإننا </SPAN>إعتقدنا</SPAN> </SPAN>لجماهيرنا في بعض المقابلات، وكان لذلك تأثير على النتائج، وكذا على المردودية</SPAN> </SPAN>العامة للفريق، وبذلك نكون قد دفعنا ثمن أخطاء ارتكبها الغير، مع العلم أن الأندية لا ذنب لها في كل ما حدث، ونتمنى ألا تتكرر </SPAN>مثل هذه الأحداث التي تسيء للأندية ولكرة القدم المغربية بصفة عامة، وأن يعود الهدوء للمدرجات لأن كرة القدم هي رياضة وأخلاق قبل كل شيء وأي مقابلة تحتمل الفوز والتعادل والهزيمة أيضا، وأظن بأن الجماهير </SPAN>قد إستوعبت</SPAN> الدرس بشكل جيد··لا يمكن إلا أن نتأسف على هذا الإقصاء لأن المنتخب الأولمبي بتلك العناصر التي كان يمتلكها يستحق الحضور في الأولمبياد، وهي أمنيتنا جميعا، إذ كان يحدونا طموح كبير لتحقيق إنجاز يماثل ما حققناه بكأس العالم للشبان، خاصة وأن التركيبة البشرية لم تتغير كثيرا، ومن الصعب جدا تحديد أسباب الإقصاء، لكن أظن بأن ضياعنا الفرصة أمام الكاميرون وسوء الحظ الذي لازمنا في بعض المقابلات كان وراء هذا الإقصاء، الذي لا أعتبره نهاية العالم، فالمنتخب الأولمبي كان يستحق أكثر، وعلى العموم فإن وجود هذا الرصيد البشري عن اللاعبين الشباب هو شيء مهم، ويجب إستثماره</SPAN> على نحو جيد، وذلك لمنح الإستمرارية</SPAN> لكل المنتخبات الوطنية··نحن لم نكن نعتبر فتحي جمال كمدرب فقط، بل إنه المربي والأب والأخ الأكبر، لقد كان وراء إكتشاف</SPAN> أغلب العناصر التي تكون </SPAN>المنتخب الأولمبي، وتابع خطواتها منذ مرحلة الشبان، وشخصيا يعود له الفضل الكبير في صنع إسمي</SPAN>، بحيث أنني كنت اللاعب الوحيد من القسم الوطني الثاني الحاضر بكأس العالم، ورغم ذلك فإنه منحني ثقته وساعدني على التألق، ولم يبخل على نصائحه وتوجيهاته، ومن هناك كانت إنطلاقة</SPAN> اللاعب العمراني ما يجعلني مدينا له بكل شيء، وأظن بأن حبه وغيرته القوية على وطنه من بين الأشياء التي جعلته ينجح في عمله، فبالرغم من هذا الإقصاء فإنه قام بعمل كبير··أي لاعب يتمنى حمل القميص الوطني، وأنا لا أختلف عن باقي لاعبي البطولة الوطنية الذين يراودهم هذا الطموح، ولذلك فقد كنت دائما أعمل بجدية سواء في التداريب</SPAN> أو في المقابلات حتى أظهر </SPAN>بمستوى جيد، خاصة وأني كنت أنتمي للمنتخب الأولمبي ومن المفروض أن أكون دائما في المستوى، وأظن بأن هذا العمل الذي كنت أقوم به</SPAN> هو الذي جعلني أحظى بثقة الناخب الوطني هنري ميشيل الذي ارتأى إستدعائي</SPAN> لمجاورة الأسود في إطار الإستعدادات</SPAN> لنهائيات كأس إفريقيا، وبكل صراحة فإني لم أتفاجأ كثيرا لهذه الخطوة بالنظر لمسيرتي الموفقة داخل المنتخب الوطنية، لكنني لم أكن أنتظر أن تتاح لي الفرصة بهذه السرعة··هذا يتطلب بدل مجهودات</SPAN> أكبر لإقناع الناخب الوطني بإمكانياتي ومؤهلاتي، وحاليا من الصعب جدا أن تجد مكانتك داخل المنتخب الوطني نظرا لوجود عناصر جيدة محترفة ومتمرسة، وهذا تحدي جديد بالنسبة لي، فإذا كنت اللاعب الوحيد من القسم الثاني الذي ضمن مكانته بكأس العالم </SPAN>للشبان، فلماذا لا يتكرر نفس السيناريو وأحجز مكانتي بمنتخب الكبار، مع العلم أنني أنتمي لفريق من حجم الرجاء··كرة القدم الإفريقية قطعت أشواطا بعيدة، وذلك بشهادة الجميع، والمنتخب المغربي يتمتع بسمعة طيبة على المستوى القاري، والمقابلات الودية الأخيرة التي خاضها أمام فرنسا والسينغال</SPAN> أكدت بأنه منتخب قوي وسيكون أحد المتنافسين الأقوياء على اللقب القاري، لدينا مجموعة من اللاعبين الجيدين والمتمرسين ومدرب كفء له من التجارب بنهائيات كأس إفريقيا، ما يمكنه من قيادة المنتخب المغربي لتحقيق أفضل النتائج، وأتمنى أن أكون ضمن المجموعة التي ستسافر لغانا، وأن نتمكن إن شاء الله من إسعاد الجماهير المغربية، كما حدث سابقا بدورة </SPAN>تونس رفقة المدرب الزاكي</SPAN>··كانت لدينا مقابلة ودية مع فرق اتحاد تواركة</SPAN> بملعب الوازيس</SPAN>، بعدها جلست مع المسؤولين</SPAN> بهدف إيجاد حل لبعض المشاكل التي كنت أعاني منها ولا تمكن من الإحساس بالإستقرار</SPAN>، ولما لم أتوصل لحل، فقد قررت مقاطعة التداريب</SPAN> لمدة أسبوع حتى أتمكن من إسماع صوتي ويتم إنصافي، وبالفعل فقد إتصل</SPAN> بي</SPAN> عضوان من المكتب لأعود للتداريب</SPAN> مع فريق الشبان، وبالمناسبة فإني أشكر الإطار سعيد الصديقي</SPAN> على ما قام به</SPAN> اتجاهي، وبعد أن تفهم المكتب لوضعيتي تمت تسوية هذه المشاكل، وكانت العودة كإحتياطي</SPAN> أمام شباب المسيرة قبل أن آخذ مكانتي، وأنا الآن مرتبط بعقد مع الرجاء لغاية سنة 2009··نحن نمارس داخل بطولة هاوية واللاعب يمارس ويبذل مجهودات</SPAN> للوصول للإحتراف</SPAN> أو للمنتخب الوطني الذي يعتبر بدوره بوابة للتألق والنجومية، وقد سمعنا كثيرا عن التأهيل، لكن لحد الآن فإن وضعية اللاعبين داخل البطولة الوطنية لازالت لم ترق لمستوى الدول العربية الأخرى، وبإستثاء</SPAN> أربعة أندية التي تخصص أجورا مهمة ومنحا محفزة، فإن باقي الأندية تفتقر للإمكانيات ولاعبوها يتخبطون في شاكل</SPAN> مادية، والحل يكمن في البحث عن موارد مالية قارة وتوقيع عقود مع اللاعبين حتى تتضح الرؤيا بالنسبة للجميع··أظن بأن بطولة هذا الموسم ستكون أصعب، لأن الأندية إستعدت</SPAN> بشكل جيد وأقدمت على انتدابات في المستوى، والبداية سجلت بعض المفاجآت شكلها الإتحاد الزموري</SPAN> للخميسات</SPAN> الذي استطاع تحقيق نتائج إيجابية وإحراج الأندية الكبيرة، لكن البطولة لازالت في بدايتها، وتتطلب نفسها طويلا وأرى بأن الفريق الزموري</SPAN> جنى</SPAN> ثمار إستقراره</SPAN> الإداري والتقني وأرى بأن لقب هذا الموسم لن يحسم إلا في الدورات الأخيرة من البطولة عكس ما حدث الموسم الماضي مع أولمبيك خريبكة</SPAN>، ما يعني بأن المنافسة ستكون قوية··كما قلت فالبطولة لازالت في بدايتها، وإذا كانت هزيمة واحدة قد تقلص من حظوظك، فإن انتصارين وتعثر أندية المقدمة قد يعيد لك</SPAN> الآمال، لذلك فكل شيء لازال ممكنا، والرجاء يتوفر هذا الموسم على عناصر شابة لديها مؤهلات جيدة، وقريبا ستقول كلمتها، وكرة القدم تحتاج لشيء من الصبر لقطف الثمار··قبل إنطلاق</SPAN> البطولة توصلت بعرض من فريق ليفسكي</SPAN> صوفيا البلغاري، حيث كان من المنتظر أن أجاور بنزوكان</SPAN> ورابح، لكن الرئيس عبد الله غلام فضل التريث ورفض العرض، وفريق الرجاء هو الذي لديه حق مناقشة أي عرض، نظرا لإرتباطي</SPAN> معه بعقد·· من دون شك تبقى مسيرتنا الموفقة في كأس العالم للشبان من أهم الذكريات التي ظلت راسخة في ذاكرتي، لقد كنا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ المقابلة النهائية، ومع ذلك فقد حققنا إنجازا تاريخيا··أشكر جريدة المنتخب على هذه الإستضافة</SPAN> وأتمنى لها التوفيق، كما أهنئها بذكرى ميلادها الواحد والعشرين، وعبرها أوجه تحياتي لقراءها</SPAN>، وأطلب من جمهور الرجاء أن يظل وفيا ومساندا لفريقه، وأن ينسى ما حدث الموسم الماضي، وأعده بأن ذلك لن يتكرر، وأن المستقبل سيكون أفضل إن شاء الله··